أ.سفاري سفيان
يمكن أن نقول أن أحداث و فعاليات الرمي في رياضة ألعاب المضمار و الميدان لها أهمية بليغة من ناحية منهجية تنظيم و ترتيب مختلف العمليات التدريبية الخاصة بها بما في ذلك منافسات رمي الرمح ، هي عبارة عن تخصص رياضي ذات الحركة المتعددة الغير المتكررة و التي يتم تنفيذها و تطبيقها بأقصى سرعة ممكنة، و نظرًا لمساهمة هذه الحركة المتعددة الغير المتكررة في تحرير و إطلاق و إنتاج أقصى سرعة حيث تعتبر المفتاح و الجوهر الفعلي لتحقيق أقصى مسافة للرمي ، فإن القدرة البدنية السرعة هي الشرط الأساسي للنجاح في مثل هذه المنافسات. الغرض من هذه المداخلة القصيرة هو إعطاء لمحة عامة عن منافسات رمي الرمح من خلال فحص بعض التفاصيل و المؤشرات البدنية و الفنية “تكنيكية” و الدور الذي تلعبه القدرة البدنية السرعة في هذه الفعالية .
حيث يجب على كل متخصص و متابع لفعاليات رمى الرمح كمدرب و رياضي متخصص في رمي الرمح أو دارس لهذه الفعالية من باحثين و أكاديميين أن يلموا بهذه الجوانب المهمة التالية:
-1- تحديد مؤشر القدرة البدنية السرعة ومساهمتها في جميع أحداث الرمي.
-2- تحليل المراحل الفنية المختلفة لحركة رمي الرمح و هي كثيرة و متعددة.
-3- فحص أهمية القدرة البدنية السرعة في المرحلة الأخيرة و هي مرحلة الرمي و التخلص من الأداة و التي هي ممزوجة مع مرحلة الإتزان و التي نعزلها هنا من حيث أنها ليس لها أي تأثير على مسافة الرمي من رمي الرمح.
-4- يجب مناقشة العديد من الآثار المترتبة على إختيار المواهب لرماة الشبان لمنافسة رمي الرمح.
دور القدرة البدنية السرعة في فعالية رمى الرمح:
وفقًا للقوانين الفيزيائية فإن سرعة الإطلاق لها أكبر تأثير على المسافة التي يتم تحقيقها في أي حدث رياضي خاص بالرمي و يكون لهذا الأمر أكثر فعالية عندما تكون هناك عملية تدريبية ذات معلمة توجيهية و هادفة ، لذلك يجب دائمًا التركيز على زيادة سرعة الإطلاق عند الرماة بينما يجب أن تكون قيم المؤشرات التدريبية “قوة عضلية – قوة مميزة بالسرعة –تنسق حركي – توازن المكاني ” في المستوى الأمثل لهذه الفعالية .
حيث عندما نستخدم كلمة سرعة أننا نتحدث من حيث تعجيل السرعة و سرعة تردد الخطوات و زمن رد الفعل على منبه أو إشارة “سمعية-بصرية بأكثر تقدير “.
يتطلب تحقيق قيم مستويات سرعة إطلاق عالية في أي حدث من فعاليات الرمي أن تكون هناك تعجيلات سرعة و سرعات كبيرة للسلسلة الحركية المؤدة من طرف جسم الرامي ، و بعبارة أخرى إنتاج سرعة رمي قصوى .
لكي نكون أكثر دقة، يمكننا أن نضيف أن هناك عنصر قوة مطلوب للتعامل مع كتلة الأدوات المختلفة. وبالتالي فإن “قوة السرعة” هي أوضح مصطلح لأهم شرط أساسي في أحداث الرمي.
مراحل الفنية لرمي الرمح:
تقسيم مراحل الفنية لرمي الرمح:
يمكن تقسيم رمي الرمح بطرق مختلفة و متعددة من طرف العديد من الخبراء و المدربين ، و حيث من الخبرة المكتسبة من تتبع الكثير من البحوث و الدراسات المدرسة السوفياتية من طرفنا و الإطلاع على الكثير من البرامج التدريبية سوف نحدد و نبين مختلف مراحل الفنية لرمي الرمح (سفاري سفيان:2017)
أولاً: يمكننا التحدث و تحديد ثلاث مراحل تسارع “تعجيل السرعة” متتالية:
- إن تسريع ” تعجيل سرعة ” نظام الأداء لرمى الرمح كله يعتمد على إستخدام سرعة وقوة عضلات الساقين.
- إن تسريع ” تعجيل سرعة ” جذع جسم الرامي يكون من خلال دعم الأجزاء السفلية من الجسم (الكتلة الكبيرة – الجزء السفلي) حيث يتم نقل الجهود إلى الأجزاء العلوية من الجسم (الكتلة الصغيرة – الجزء العلوي) مما يؤدي إلى تسارع هذه الأخيرة (الجزء العلوي من جسم الرامي).
- إن تسريع ” تعجيل سرعة ” الذراع الرامية و اليد الحامل للرمح والرمح بحد ذاته تكون من خلال دعم و تأثير الأجزاء العلوية من جسم الرامي ، حيث يتم نقل الجهود المبذولة إلى الجزء السفلي من الذراع” عضلات لوح الكتف” واليد و الرمح و هذا يؤدي إلى زيادة سرعة الأداء و الرمي.
ثانياً : يمكننا الحديث عن بناء و هيكل حركة رمي الرمح وتقسيمها لأغراض العملية التدريبية ، حيث يشمل هذا التقسيم أهم خصائص بداية ونهاية كل مرحلة من مراحل الأداء الحركي لرمى الرمح و حتى أن تكون هناك معلومات حول الوظيفة البيومكانيكية الحيوية للمراحل رمى الرمح فردياً “الفروقات الفردية” وأخيرًا خصائص حكرة أداء رمي الرمح بأكملها.
ثالثاً: إمكانية إلقاء نظرة وجيزة و مختصرة على مراحل ثلاثة المستنبطة من حركة أداء رمي الرمح و التي تساهم في تحرير و إنتاج السرعة:
- مرحلة أداء الحركية الوحيدة المتكررة و هي “مرحلة الإقتراب ” بعدوا في رواق من نهج الأداء الحركي لرمي الرمح – و الذي يكون من العدو و تعجيل السرعة و يتكون من 8 إلى 12 خطوة (السرعة هنا تكون ما بين … 6 إلى 7 متر / ثانية لرماة الأبطال).
- يتميز المرحلة الحركة الوحيدة الغير المتكررة من نهج الأداء الحركي لرمي الرمح – و هي “مرحلة الخطوات التحضيرية “بإيقاع من خمس خطوات حيث يبلغ طول خطوة الدفع الجانبي للسيدات حوالي :من 1.60 إلى 1.90 متر و للرجال حوالي: من 1.80 إلى 2.00 متر .
- مرحلة التسارع “تعجيل السرعة” النهائية.
تؤدي جميع مراحل رمي الرمح وظائف ضرورية خاصة ومع ذلك فإن وظيفتها الرئيسية هي تطوير و إنتاج سرعة كافية و نقل هذه الأخيرة من مرحلة إنتاجها إلى مرحلة الحركة التي تليها ، حيث يجب أن تتميز حركة الرمي بأكملها بزيادة تدريجية في السرعة مع بذل و إنتاج أقصى سرعة ممكنة و يتم تحقيق هذه الذروة لسرعة الأداء عند لحظة إطلاق الرمح و التخلص منه بخروجه من يد الرامي.
حركة الرمح و أجزاء جسم الرامي:
يوضح الشكلين رقم:(01)-(02) أزمنة و سرعة الحركات المتتالية لأجزاء جسم الرامي، حيث يظهراني لنا منحنيات السرعة لهذه الحركات و زيادة مستمرة في مستويات هذه السرعة حتى يتم تحقيق و الوصول الى السرعة القصوى في لحظة التخلص و إطلاق الرمح ،و حيث يمكن أن تصل سرعات الإطلاق الرمح إلى القيم التالية:
- الرجال: حوالي 32.00 متر / ثانية (x “س” 3.66 = 115 كلم / ساعة).
- النساء: حوالي 28.00 متر / ثانية (x “س” 3.6 = 100 كلم / ساعة).
بسبب أهميتها غير العادية “السرعة” حيث نريد الآن التعامل مع مرحلة التسارع “تعجيل السرعة” النهائي بمزيد من التفصيل، حيث سوف نفعل ذلك من خلال الإشارة إلى المعلومات والنتائج من العديد من التقارير البحثية لمعهد البحوث السابق للثقافة البدنية والرياضة (FKS) في لايبزيغ بألمانيا الشرقية سباقاً والتي لم يتم توفيرها و الإطلاع عليها إلا مؤخرًا.
مرحلة التسارع “تعجيل السرعة“ النهائي في رمي الرمح:
بداية ونهاية مرحلة التسارع “تعجيل السرعة“ النهائي:
يبدأ التسارع “تعجيل السرعة” النهائي بالإستخدام النشط للساق اليمنى “و هذا بالنسبة لرامي اليمناوي ” قبل لمس و إستناد الساق اليسرى على سطح الأرض، ينتهي بعد أن يترك الرمح يد الرامي حيث يتم عرض مرحلة هذه الحركة في الشكل رقم:(03).
تبدأ حركة التخلص و إطلاق الرمح من خلال نشاط و حركة الساق اليمنى “و هذا بالنسبة لرامي اليمناوي ” والتي بدورها هي – الساق المعتمد على هيكلة نمط التنسيق الحركي لرمي الرمح – من حيث تسريع “تعجيل سرعة” وركيي رامي الرمح .
عند أداء تحريك الى الأمام و مرجحة الساق اليسرى “و هذا بالنسبة لرامي اليمناوي ” و التي يكون لها إمتداد كامل على مستوى مفص الركبة في حركة إستعداد للإستناد على سطح الأرض يكون هناك توقف مفاجئ و كبح لحركة الساق اليسرى والورك على الفور، و بعبارة أخرى يتم إستخدام “دعم و إسناد” الجسم لنفسه.
حيث يتفاعل الجانب الأيمن من جسم الرامي “و هذا بالنسبة لرامي اليمناوي ” مع هذا الكبح المفاجئ في الجانب الأيسر من الجسم من خلال الدوران بزاوي مقدرة بحوالي 90 درجة الى الجانب الأيسر و هذا بقدر ما يسمح به “الإسناد على سطح الأرض” الثاني وهو التلامس المنزلق للقدم اليمنى لسطح الأرض و مه تكون حركة الجانب الأيمن من الجسم الى الأمام وللأعلى والهدف من هذه الحركة هو دخول الرامي تحت الرمح مع ذراع الرمي الممتد.
حيث تنقل كل من “الإسنادات و الإرتكازات على سطح الأرض” اليسرى واليمنى معاً لحظة التصادم أو الإسناد الأول (إسناد الساق اليسرى) “و هذا بالنسبة لرامي اليمناوي ” إلى الجزء العلوي من جسم الرامي خاصة إلى كتف ذراع الرمي، عند هذه النقطة يظهر جسم الرامي في شكل قوسًا مشدود بقوة أي يكون هناك شد قوى لكتف الذراع الرامي الى الخلف بأقصى مد حركي ممكن و الذي يمكن رؤيته في الصورة الثالثة الموضحة في الشكل رقم:(03).
من خلال كبح الذراع الرامية عن قصد من طرف الرامي يتم تحقيق الأداء الرئيسي الذي يحدد الوضع الصحيح لرمي – و التي تتميز بالعضلات المادة و الباسطة في الذراع والكتف بطريقة إنفجارية (دورة تقصير التمديد) أي البلايومترك ، حيث أن هذا النهج يحفز المكون المنعكس للعمل العضلي الذي يصل إلى ذروته في حركة التخلص و الإطلاق و ينتج منه الجزء الرئيسي من تسريع “تعجيل سرعة” سرعة الرمح (يتم تحقيق أكثر من ثلثي سرعة التخلص و إطلاق الرمح في زمن قدره عُشر الثانية من خلال الذراع الرمية ويتم تحقيق أكثر من نصف سرعة التخلص و الإطلاق في عُشرين من الثانية من خلال حركة الإطلاق والرفع في الذراع الرامية لرمح) و حتى أن هذا التسارع “تعجيل سرعة” تكون له زيادة واضحة في الآثار الفسيولوجية والبيوكميائية والعصبية والعضلية على جسم الرماة.
منحنى التسارع “تعجيل سرعة“ المثالي:
العديد من الدراسات و البحوث في الدول السباقة في هذا المجال نخص بالذكر دول أوروبا الشرقية التابعة للإتحاد السوفيتي سابقاً و التي أدت الى تشخيص الأداء عند رماة الرمح و هذا بإستخدام التصوير بالومضات الضوئية الليزرية و الأعمدة الضوئية بتقنية الليزر وتقييم البيانات التي أنتجت من طرف النظام الحركي لجسم الرماة إلى إنتاج منحنيات تعجيل مختلف السرعات أجزاء الجسم المختلفة، و من خلال القياس المنهجي للعديد من رميات الرمح التي قام بها الرماة بمستويات قدرة متفاوتة و في أوقات مختلفة من السنة التدريبية الواحدة وعلى مدى عدة سنوات من العملية التدريبية كان من الممكن رسم منحنيات تسريع “تعجيل سرعة” المرحلة النهائية لكل رامي من الرماة و منحنى تسارع “تعجيل سرعة” نهائي المثالي (والذي هو مبين في الشكل رقم:04) حيث من الممكن تفسير ومقارنة المنحنيات الفردية بمنحنى تسارع “تعجيل سرعة” المثالي واحدة كنموذج تدريبي يتبعه مدربي رمى الرمح.
حيث إنبثقت العوامل و المؤشرات التالية من تحليل منحنى التسارع “تعجيل سرعة” المثالي :
- يمكن مقارنة مسار أي منحنى مقذوف بسهولة بمنحنى مثالي له.
- تعطي المساحة الواقعة بين منحنى المقذوف والمحور السينات(X) معلومات حول الدفع أو القذف الكلي للمقذوف وهو مؤشر( Fxt ).
- المسافة من ذروة منحنى سرعة المقذوف إلى مرحلة التخلص و خروج المقذوف هي مقياس لقوة تسارع “تعجيل سرعة” هذا المقذوف وهي مؤشر( Fmax ).
- يعني الإرتفاع الحاد لمنحنى التسارع “تعجيل سرعة” الوصول إلى القيمة القصوى لقوة التسريع “تعجيل سرعة” المقذوف بشكل أسرع.
للتلخيص الأمر تتوضح جميع هذه الجوانب من منحنى التسارع “تعجيل سرعة” العلاقة بين التقنية “تكنيك” الجيدة وقدرة قوة المميزة بالسرعة الخاصة برمي الرمح عند الرماة.
جميع الحقوق الملكية والفكرية لهذا المقال محفوظة لدى – الاتحاد الدولي للتسويق والاستثمار الرياضي
بيد الكاتب المؤلف الاستاذ : سفاري سفيان – دولة الجزائر – ولاية سطيف