مدرب نادي الوحدة السابق لفئات الشباب
السعودي الاستاذ حسن السيد
مقدمة :
في قلب مكة المكرمة، وتحديدًا في حي المسفلة، حارة البازان، وُلد الكابتن إسحاق سراج، الذي أصبح فيما بعد أحد أبرز الأسماء في عالم الرياضة السعودية. نشأ إسحاق في بيئة تعشق الرياضة، وكان حبّه لكرة القدم واضحًا منذ سن مبكرة. تعلّم إسحاق في مدرسة عبدالله بن رواحة، ثم انتقل إلى مدرسة الفلاح، حيث بدأ يتبلور شغفه الرياضي بشكل أكبر، لينضم لاحقًا إلى نادي الوحدة، وهو في سن صغيرة لم تتجاوز السادسة عشرة.
البدايات الرياضية :
انضمام إسحاق سراج إلى نادي الوحدة كان بمثابة نقطة انطلاق لمسيرته الرياضية. ت”تحت إشراف نخبة من المدربين المميزين، بدأ مشواري الرياضي تحت قيادة المدرب التونسي الهادي قريعة والمدرب السعودي فيصل قيري – رحمه الله -، والمدرب السعودي حسن السيد، لاعب نادي الوحدة السابق، الذي كان له الفضل بعد الله عز وجل في تطويري كلاعب ومدافع صلب وقوي . كما تدربت أيضًا تحت يد المدرب البرازيلي جير زنوهو والمدرب البرازيلي لويس، وصولاً إلى المدرب التونسي مختار التليلي.”، أظهر إسحاق موهبة رياضية لافتة، حيث تدرج من فرق الناشئين إلى فرق الشباب ثم إلى الفريق الأول. وخلال هذه الفترة، عاصر عددًا من النجوم البارزين في نادي الوحدة، من بينهم الكابتن حاتم خيمي، واللاعب الدولي سمير عبد الشكور. أظهر إسحاق أداءً استثنائيًا جعل منه أحد العناصر المؤثرة في الفريق الأول. ورغم نجاحاته المبكرة، اضطر إسحاق لترك النادي نتيجة لظروف صحية وعائلية طارئة خلال فترة تدريب المدرب مختار التليلي، مما شكل تحديًا كبيرًا في مسيرته.
تأسيس أكاديمية المجد الماسي لكرة القدم :
بعد مغادرة نادي الوحدة، لم يسمح إسحاق سراج للظروف أن توقفه. في عام 1430 هـ، اتخذ خطوة جريئة بتأسيس أكاديمية المجد الماسي لكرة القدم، وهو مشروع يهدف إلى تطوير المواهب الشابة في مجال كرة القدم. حققت الأكاديمية تحت قيادته نجاحات كبيرة، حيث توجت ببطولات مميزة على مستوى مدينتي مكة وجدة، وخاضت مباريات ودية ضد أندية كبرى مثل الوحدة، الأهلي، الاتحاد، ونادي حراء الرياضي، دون أن تتلقى أي هزيمة. وبصفته المدرب الرسمي للأكاديمية، نظّم إسحاق أكثر من 12 بطولة محلية، مساهماً بذلك في تعزيز مستوى اللاعبين الشباب.
تحويل الفكرة إلى اتحاد دولي :
في العام نفسه، قرر الكابتن إسحاق تحويل فكرته إلى مستوى أعلى، حيث أسس الاتحاد الدولي للأكاديميات لكرة القدم، والذي يهدف إلى توحيد الجهود العالمية لدعم وتطوير المواهب الرياضية الشابة. في عام 2016م، حصل الاتحاد على اعتراف رسمي من اللجنة الأولمبية الدولية في سويسرا، مما مثّل خطوة كبيرة نحو تحقيق أهدافه.
شرع إسحاق في جولة رياضية شملت أكثر من 55 دولة، نظم خلالها أكثر من 25 بطولة دولية لكرة القدم المصغرة على نفقته الخاصة، بالإضافة إلى تنظيم 45 دورة تدريبية للأكاديميات، والتقى بشخصيات عالمية ولاعبين دوليين ومسؤولين رياضيين، مما ساهم في تعزيز مكانة الأكاديميات السعودية على الساحة الرياضية العالمية.
إنشاء مقرات الاتحاد :
أنشأ الكابتن إسحاق مقر الاتحاد الدولي للأكاديميات لكرة القدم في جنيف، سويسرا، ومقر الاتحاد الدولي للتسويق والاستثمار الرياضي في المملكة العربية السعودية. ورغم التحديات والمعارضة التي واجهها، استمر إسحاق في العمل بعزم وإصرار، مشاركًا في عدد من المؤتمرات الرياضية العالمية، من أبرزها مؤتمر “الرياضة من أجل السلام” الذي عُقد في مقر الأمم المتحدة بجنيف.
الدعم والشراكات :
لعبت الشخصيات الداعمة دورًا محوريًا في مسيرة إسحاق سراج، من بينهم الدكتور أحمد فرج الله من جمهورية مصر العربية، الذي تولى منصب المدير التنفيذي للاتحادين، مما ساعد في تحقيق نجاحات كبيرة. هذا التعاون الاستراتيجي أثمر عن إنجازات مهمة، وساهم في ترسيخ مكانة الاتحادين على المستوى العالمي.
رؤية مستقبلية :
في ظل الرؤية الطموحة للمملكة العربية السعودية، بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، شهدت الرياضة السعودية تقدمًا هائلًا. وقد زاد هذا التقدم من إصرار إسحاق سراج على تطوير الاتحادين ليصبحا مؤسسات رياضية عالمية مرموقة. طموح إسحاق اللامحدود وعزيمته الصلبة يجعلان منه شخصية استثنائية مكرسة لخدمة الرياضة السعودية والدولية.
مسيرة حافلة وتحديات مستمرة :
لم تكن رحلة إسحاق سراج خالية من التحديات، لكن إرادته الصلبة جعلته يتجاوز كل العقبات. ساهم بشكل كبير في تنظيم بطولات ودورات تدريبية ساعدت في صقل مهارات اللاعبين الشباب وتحضيرهم للمستقبل. ورغم كل الصعوبات، استمر في العمل بإخلاص وتفانٍ لتحقيق رؤيته الطموحة.
اللقاءات والشخصيات المؤثرة :
خلال جولاته الدولية، التقى إسحاق سراج بالعديد من الشخصيات المؤثرة في عالم الرياضة، بما في ذلك لاعبين دوليين، ومسؤولين رياضيين، ورؤساء أندية وأكاديميات رياضية. هذه اللقاءات لم تكن مجرد فرصة لتبادل الآراء والخبرات، بل أسهمت أيضًا في تعزيز التعاون بين الأكاديميات الرياضية ونظيراتها العالمية.
الإنجازات والتكريمات :
تم تكريم الكابتن إسحاق سراج في العديد من المناسبات الرياضية، تقديرًا لجهوده البارزة في تطوير الرياضة. حصل على العديد من الجوائز والشهادات التي تعكس حجم إسهاماته وإنجازاته. بفضل هذه النجاحات، أصبح إسحاق سراج واحدًا من الشخصيات الرياضية الأكثر تأثيرًا في في مجال الاكايدميات .
الرؤية المستقبلية والطموحات :
لا يقف طموح إسحاق سراج عند الإنجازات الحالية، بل يسعى لتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل. يهدف إلى تطوير الأكاديميات الرياضية السعودية وتحقيق رؤية الاتحاد الدولي للأكاديميات لكرة القدم والاتحاد الدولي للتسويق والاستثمار الرياضي ليصبحا من بين أفضل الاتحادات الرياضية عالميًا.
خاتمة :
يعد الكابتن إسحاق سراج نموذجًا للرياضي الذي لا يعرف اليأس، مكرسًا حياته لتطوير الرياضة وخدمة الأجيال القادمة. إنجازاته الكبيرة وجهوده المستمرة تجعل منه شخصية فريدة ومصدر إلهام لكل من يطمح إلى تحقيق أحلامه في مجال الرياضة. نسأل الله له دوام التوفيق والنجاح في مسيرته الحافلة.