أ.سفاري سفيان .
كيفية الحفاظ على الموقف و القوام المناسب منذ الطفولة:
ما الموقف الصحيح…. ؟ و هو بأن يكون الجسم في وضع مستقيم طبيعي عند الوقوف الإعتيادي دون حدوث توتر و هذا مع موقف الكتفين يكون عريض في الخلف قليلاً و مع معدة ضيقة و غير مرتخية . مثل هذا الموقف ليس صحيحًا فحسب و لكنه جميل أيضًا، فلماذا يقولون “فخم” أو ” رشيق” عن شخص ما، فهذا شخص يتمتع بموقف و قوام جسم جيد جيداً.
إذا كان الموقف و القوام من وضع الوقوف الإعتيادي دون إضطراب فإن عملية المشي الإعتيادي يكون بمرونة وبسلالة و احركات المشى يكون أدائها بشكل ناعم و خالية من اي شوائب و حركات زائدة غير مرغوب فيها .
الموقف و القوام الصحيح ليس جميلًا فحسب ولكنه مفيد أيضًا ، مما ذكر سلفاً فإن الموقف و القوام الجسم المنحني يؤثر على الأعضاء الداخلية للجسم ، و بدوره يضغط على القلب والرئتين والكبد والمعدة و يعقد من أداء الفسيولوجي الخاص بهم و يعطل حتى الدورة الدموية و هذا بدوره يشعر الشخص بالضيق المستمر وعدم الراحة، لذلك ينبغي إيلاء الإهتمام لتشكيل الموقف و القوام الصحيح من وضع الوقوف الإعتيادي نذو الطفولة المبكرة.
يبدأ تكوين وضع القوام الخاص بالطفل من السنة الأولى من العمر ويعتمد على التطور المنتظم المناسب لجميع عضلات الجسم ، وهذا هو السبب الذي يوصى بأداء عملية التدليك و تمارين الجمباز للأطفال من عمر شهرين ( هذا بتمارين قد وضعت من طرف علماء و خبرا متخصصين في هذا المجال من الإتحاد السوفيتي سابقاً ). و حيث لا ينصح بأن يكون هناك فكر أو مفهوم تنمية و تطوير الطفل القوي من تمارين تقوية عضلية مكثفة و كذلك زرعها في وقت مبكر من هذه المرحلة الحساسة ، حتى وجب تنبيه الأمهات و أولياء بأن حمل طفل على نفس الذراع وفي نفس الموقف يؤدي إلى ضعف في وضعية العمود الفقري وإنحناء ليس فقط عند الطفل و لكن أيضًا يكون عند النساء والرجال ، هذا يمكن أن يؤدي حتى الى تفاقم ظاهرة و عادة قيادة الطفل من يد واحدة فقط ، حيث أن هذا الموقف يمنع نمو العضلات الضعيفة بشكل أساسي عند نمو العمود الفقري ، الأمر الذي لا يؤدي فقط إلى ضعف وضع وقوام الجسم و لكن أيضًا إلى إنحناء العمود الفقري بشكل متدهور ، و كذلك يؤدي هذا الأمر الى ظهور القدمين المسطحة المبكرة عند الأطفال و التى بدورها تؤدي إلى ضعف وضع و قوام جسم الطفل ، و حتى أن المشية غير المتساوية و الغير الموزونة تؤثر على العمود الفقري و يبدأ الطفل في التحدب والإنحناء منذ الطفولة.
إن أهمية مكان نوم الطفل في غرفة الأطفال ينصح و يجب ألا تكون ناعمة فحسب ، بل تحتوي على مرتبة كثيفة صلبة و حيث لا ينبغي أن يعتاد الطفل على النوم من جانب واحد فقط أو على شكل كرة لولبية ، حيث من الأفضل أن يكون وضع النوم على الظهر و بجسم ممدود ، حتى إن إضاءة غرفة الأطفال أمر مهم فالطفل غالباً ما يرى الأمر سيئًا عند إتمام المهامه و واجباته سواء الدراسية أو المنزلية و عليه أن ينظر إليه وفي نفس الوقت ينحدر ويتخذ وضعية غير مريحة .
في سن أكبر يؤدي الموقف و وضع الجسم الغير صحيح على الطاولة أو مكتب المدرسة إلى إنهاك و إتعاب قوام الجسم ، و أن الجلوس أو التسكع أو الإستلقاء على الطاولة أمر غير مقبول للطفل، يجب أن تتطور عادة المشي بشكل صحيح منذ الطفولة و يجب أن يكون الرأس مائلاً إلى الوراء قليلاً و يجب إعادة الكتفين إلى الوراء و تصحيح وضعهما.
إن الوقاية من حفاظ على وضعية وقوام الطبيعي الجميل لجسم الطفل هو ممارسة النشاط البدني النشط للطفل و هذا بدءًا من الأشهر الأولى من الحياة و هذا بتوظيف المشي ، ألعاب جماعية ، تمارين الصباح ، التزلج ، التزلج و الرقص، حيث يمكنك القيام بتمارين خاصة لتصحيح الموقف و القوام بأشياء و أدوات مثل : كرة أو عصا أو أوزان خفيفة و ينصح الفتيات و الفتيان لحضور الحصص و الدروس الرياضية.
يجب أن يشتمل نظام النشاط البدني المكوّن بشكل صحيح على تمارين الصباح ، بعد إكمال الواجبات المنزلية أو المشي أو لعب الألعاب في الهواء الطلق، و يؤدي الجلوس المطول في مقاعد المدرسة لمدة 5-6 ساعات أيضًا إلى ضعف موقف و قوام جسم الطفل، حيث يصاب الأطفال بالتعب ولم يعد يجلسون على معاقدهم و كراسيهم بشكل صحيح لكنهم يأخذون أوضاعًا مختلفة حتى الإستلقاء.
في المنزل يحتاج ولاة الأمور من أباء و مشرفي على الأطفال و حتى في رياض الأطفال إلى التأكد من أن الجدول الذي يتم تنفيذ المهام فيه مناسب لهؤلاء الأطفال، حيث يجب أن يكون وضع كرسي الجلوس بحيث تتجاوز حافته حافة الطاولة من 3-4 سنتمر ، و يجب أن يكون غطاء الطاولة منحدرًا من درجتين إلى ثلاث درجات ، وعندها سيكون الطفل قادرًا على الجلوس مع وضع المرفقين على الطاولة بشكل مريح ، و ينبغي أن تكون كتفيه على نفس المستوى ، حيث أن الكثير من الأطفال أن تكون المسافة من الرأس إلى الكمبيوتر أو الدفتر و كراس الذي يدرس به 40 سم مع إمالة أقوى الى الأمام للرأس و ليس فقط ميل القوام الى الأمام و لكن أيضًا يكون تطوير قصر النظر و ضعفه ، حيث هنا يجب أن تصل أقدام الطفل إلى الأرض و تلامسها وإذا لم يكن بالمستطاع في ذلك وجب إستخدم مسند للقدمين ، و عند القراءة على الطاولة يجوز للطفل أن يريح مرفقيه على الطاولة و هذا بوضعهما كاملة و يداه تدعم و تسند الذقن.
يجب توزيع أي حمولة بالتساوي بين يدي الطفل لذلك يجب على الطلاب الصغار إرتداء حقائب مدرسية أو حقائب مدرسية ليس على كتف واحدة و لكن خلف ظهورهم و حتى الصفوف سن 7-8 سنوات و تكون بأوزان مدروسة و لا تكون ثقيلة على أكتافهم .
بإتباع مثل هذه القواعد البسيطة يمكنك غرس عادات جيدة عند الأطفال و تشكيل موقف و قوام صحيح و مثالي لكي يكون بطل و رياضي المستقبل و يمثل قوميته و بلده بشكل لائق في مختلف التخصصات الرياضية.
جميع الحقوق الملكية والفكرية لهذا المقال محفوظة لدى – الاتحاد الدولي للتسويق والاستثمار الرياضي
بيد الكاتب المؤلف الاستاذ : سفاري سفيان – دولة الجزائر – ولاية سطيف